التقارير

قاسم حسن عبدالكريم.. قصة شاب مسجون ظلمًا بسبب رفضه العمل كجاسوس

تجتهد السلطات الخليفية في البحث عن أساليب ووسائل إسقاط البحرانيين في براثن العمالة، والتجسس لصالحها، حيث يشكل الاعتقال أداة هامة لأجهزة الأمن والمخابرات في البحرين للضغط على المعتقلين ومساومتهم بالإفراج مقابل التعامل.

ودأب ضباط الأجهزة الأمنية في البحرين على استخدام التهديد بالاعتقال، فإما العمل معنا، أو تلفيق تهمة والسجن لمدة طويلة.

في هذا التقرير تسلط هيئة شؤون الأسرى الضوء على قضية الأسير قاسم حسن عبدالكريم، الذي صدر بحقه حكم بالسجن 12 عامًا نتيجة رفضه العمل كجاسوس مع الأجهزة الأمنية.

قاسم، اعتقل بعد مداهمة منزله الكائن في قرية شهركان بتاريخ (15 أغسطس/آب 2022) ونقل للتحقيق في مبنى الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية، وهناك عرض عليه الضابط خيارين ليختار بينهما، إما أن تلفق له تهم، ويسجن لأحكام طويلة، أو العمل كجاسوس للأجهزة الأمنية.

رفض قاسم بالبداية، إلا أنه تحت الضغوط الكبيرة والتعذيب التي استمر لمدة 29 يومًا، قام بمسايرتهم بموافقته على العمل معهم، وعلى الفور تم الإفراج عنه في (13 سبتمبر/أيلول 2022)، وعند خروجه من السجن، أبلغ الأعيان في منطقته بما حدث له.

في الأيام التالية بدأ ضباط التحقيقات الجنائية بالاتصال به لتزويدهم بالمعلومات التي يطلبونها، إلا أنه رفض، ولم يعد يستجيب لمكالمتهم، حتى أرسلت له تهديدات أكثر من مرة فإما أن يعمل معهم أو يكون مصيره السجن، قاسم أصر على عدم التعامل معهم، حتى أنه أخبر أحد المقربين منه بالآية الكريمة “السجن أحب إلي مما يدعونني إليه”.

لم يمهله ضباط الأمن كثيرًا، فبعد 18 يومًا من الإفراج عنه، داهمت قوة أمنية منزله بتاريخ (31 سبتمبر/أيلول 2022) ولفقت له قضيتين، صدر على اثرها حكمًا جائرًا بحقه بالسجن 12 عامًا.

ويشار إلى أن قاسم كان هدف المخابرات لتجنيده بسبب نشاطه السياسي السابق، ونضاله ودفاعه عن حقوق شعب البحرين، حيث تعرض للاعتقال مايو/آيار 2014، حكم عليه بالسجن 5 أعوام، وخرج بعد إتمام محكوميته في عام 2019. قاسم، لم يكن الوحيد.

قاسم قصة واحدة من قصص الكثير من الأبرياء المعتقلون ظلمًا بسبب عدم قبولهم العمل مع الأجهزة الأمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى