بيان: نعلن اطلاق حملة “حتى آخر أسير” لإنهاء اعتقال 436 معتقل سياسي في البحرين

بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحديث عن الأسرى في سجون البحرين هو حديث عن أبطال دفعوا حريّتهم ثمنًا لمواقفهم النبيلة، عن أبطالٍ واجهوا القمع بصبر، وتحملوا السجن والعزل والإهمال والتنكيل لأنهم قالوا: لا للظلم. هم الضمير الحي لهذا الوطن ، وسجلات التاريخ ستشهد أنّهم لم يستسلموا يومًا، ولم يساوموا على كرامتهم أو كرامة شعبهم.
هؤلاء الأسرى ليسوا أرقامًا، بل آباء وأبناء وأحبة وأحلام معلّقة، تمضي أيامهم بين الجدران، وأوجاعهم لا يسمعها إلا من اختار أن ينصت لصوت المظلوم.
انطلاقًا من مسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية، ووفاءً لتضحيات 436 معتقلًا سياسيًا يقبعون في سجون البحرين ظلمًا وعدوانًا، تعلن هيئة شؤون الأسرى – البحرين عن إطلاق حملة “حتى آخر أسير”، وهي حملة وطنية تسعى لإنهاء معاناة المعتقلين السياسيين في البحرين، واسترداد كرامتهم وحريتهم، والضغط من أجل تحقيق العدالة والإنصاف، استنادًا إلى الحق، والقانون، والضمير الإنساني.
وإذ تُدين الهيئة ما يتعرض له السجناء من ممارسات الاعتقال التعسفي والتعذيب والعزل والإهمال الطبي، وتعتبرها جرائم ممنهجة لا تسقط بالتقادم، تؤكد أن ما وقع على الأسرى من ظلم لا يُمكن معالجته إلا عبر الإفراج الكامل وغير المشروط عنهم، وفتح مسار العدالة الانتقالية، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات، وتعويض الضحايا وإنصافهم.
ونؤكد على أن جميع المعتقلين السياسيين هم سجناء رأي، اعتُقلوا ظلمًا في محاكمات تفتقر لأدنى معايير النزاهة والعدالة، والإسراع في الإفراج عنهم مطلب وطني وحقوقي وأخلاقي لا يحتمل المساومة.
وندعو من هذا المنبر ما تبقى من مجتمع دولي ، ومنظمات حقوقية أممية، أن لا تقف موقف المتفرج، بل أن تتحرك وفقًا لواجباتها القانونية والإنسانية، وتتحمّل مسؤوليتها في الضغط الجاد لوقف الانتهاكات والإفراج الفوري عن المعتقلين.
ونتوجه بنداء صادق إلى شعب البحرين، إلى كلّ حرّ وحرّة، أن لا يقفوا متفرجين أمام مأساة أولادهم وإخوانهم في السجون. فكما قال سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم (حفظه الله): “بقاء السجناء في سجنهم عارٌ على الشعب… والشعبُ مسؤول أمام الله عز وجل عن كل لحظة يبقى فيها سجين ظلماً في سجنه”.
صادر عن:
هيئة شؤون الأسرى – البحرين
7 مايو/آيار 2025


