قوات أمنية مسلحة تُواجه احتجاجات أسرى مبنى (3) بسجن جو بعد إخلال الإدارة بالاتفاقيات”

شهد المبنى رقم (3) في سجن جو المركزي يوم أمس الإثنين الموافق 3 مارس/آذار 2025 تصعيداً احتجاجياً واسعاً من قِبل الأسرى، وذلك على خلفية امتناع إدارة السجن عن تنفيذ بنود الاتفاق المبرم معهم بعد إنهاء “إضراب الكرامة” في 23 فبراير/شباط الماضي. وجاءت الاحتجاجات تعبيراً عن رفض الأسرى لسياسة المماطلة المتعمدة من الإدارة، والتي تواصل انتهاك التزاماتها منذ ديسمبر/كانون الأول 2024.
في بداية الأمر رفض الأسرى العودة إلى غرفهم بعد انتهاء الفترة المخصصة للفناء الخارجي، وقاموا بتحطيم القيود الحديدية (الأفكري) من معاصمهم، مُصرين على مقابلة مدير السجن “مازن التميمي” للمطالبة بتنفيذ الوعود التي قُطعت لهم لإنهاء الإضراب السابق.
إلا انه وفي الساعة 12 من فجر الثلاثاء (4 مارس/آذار 2025)، اقتحمت شرطة السجن مبنى (3) مدعومة بقوات أمنية خاصة ومسلحة، والتي استخدمت الهراوات ورشّت مواد كيميائية (الفلفل) على وجوه الأسرى، مع لجوئها إلى الضرب المبرح وسَحْلهم قسراً نحو الغرف. وعلى الرغم من العنف المفرط، واصل الأسرى مقاومتهم السلمية عبر قرع أبواب الزناين بقوة وعبر الهتاف بصيحات التكبير وتأكيد مطالبهم المشروعة.
كان الأسرى قد حذّروا مُسبقاً من تداعيات سياسة التأجيل المتكرر لإلتزامات الإدارة، مشيرين إلى أن استمرار “ألاعيب الإدارة الواضحة” وغياب الحلول الجدية سيؤديان إلى انفجار الأوضاع. وأكّدوا أن صبرهم لن يتحمل المزيد من الخروقات، ما يهدد بموجة احتجاجات غير مسبوقة في حال استمرار التعنت الرسمي.
تُظهر الأحداث الأخيرة فشل إدارة سجن جو المركزي الجديدة في احتواء الأزمة عبر الحوار، واستبدالها بأساليب قمعية زادت من تأجيج التوتر. وفي ظل تصاعد السخط بين الأسرى وغياب ضمانات تنفيذ الاتفاق، تُثار تساؤلات حول جدية الجهات المعنية في معالجة الأسباب الجذرية للاحتقان.