أسرى مبنى (2) بسجن جو: قررنا أن نخوض الإضراب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنا نحن المعتقلين

بسم الله الرحمن الرحيم
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (سورة التوبة: 105).
العمل قيمة فاصلة بين التوكل والتواكل، وبين السعي والقعود، وبين الإقدام والتخلف، بل هو مقرون بالإيمان، وعندما لا يريد الإنسان أن يكون من دائرة الخاسرين “إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ” (سورة العصر: 3).
إذًا، فالعمل قوامه السعي والتوكل والإقدام، وهذه القيم الثلاث هي عوامل التغيير: تغيير الظلم بالعدل، وتغيير الذل بالكرامة، وتغيير الأسرى بالحرية، كما قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” (سورة الرعد: 11).
ومن يغير الظلم المفروض قهرًا، وانعدام العيش الكريم، وسلب الحرية، إلا بعد أن تتغير البوصلة من دائرة التواكل إلى التوكل، ومن القعود إلى السعي، ومن التخلف إلى الإقدام؟ وهي لا تتغير إلا بالعمل الذي هو قوامها جميعًا. وما النصر إلا من عند الله، وعليه توكلنا، وهو السميع العليم.
وبعد التوكل على الله، الذي وعدنا بالتغيير والترجيح بما هو صائب، وبعد تشخيص المرحلة وفق متطلباتها وظروفها، قررنا أن نخوض الإضراب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنا نحن المعتقلين، والله ولي التوفيق.
صادر عن
أسرى مبنى (2) في سجن جو المركزي
21 فبراير 2025 م
