دلالات ضربة المقاومة الإسلامية البحرانية على إيلات
مقال رأي تحليل لأسير في سجن جو المركزي
دخلت المـ..قاومة الإسلامية البحرانية (أيدها الله) منعطفاً جديداً بعد ضربتها المباركة على الكيان الصهيوني، ولهذا الموقف البطولي الشجاع أبعاد مهمة بشأن الصراع القائم بين محور الحق ومحور الشر.
وعلى أعتاب هذه الضربة المظفرة أشير إلى عدة دلالات، ولكن قبل ذكر الدلالات لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي: أن المقاومة كان لها أعمال كثيرة على مستوى المحور وهذا أكده المتحدث باسم الكتائب جعفر الحسيني: “المقاومة في البحرين لديها دور أيضاً في محور المقاومة وإن كان غير واضح في المرحلة الحالية”. ولكن هذه الضربة أظهرت المقاومة علناً.
الدلالة الأولى: ظهور المـ..قاومة ميدانياً:
ظهور المقـ..اومة للعمل الميداني من هذا الباب هو فوق المتوقع، إذ كان أغلب المتابعين يتوقع أن رجوع العمل الميداني سيكون من داخل البحرين إلا أن المقاومة فاجأت العدو والصديق بضربتها المباركة، وهذا يدل على اقتدارها على مستوى السلاح ومواجهة العدو الخارجي فضلاً عن العدو الداخلي.
ومن جانب آخر ظهور المـــ..قاومة من هذا الحدث “معركة طوفان الأقصى” يجعل اسمها ومكانتها بين الفصائل أرفع وأكبر لحيثيتين:
- اقتران اسمها مع جميع فصائل المحور في مجابهة الكيان الغاصب وإسناد المقاومة الفلسطينية، فالتاريخ سيذكر أن حزب الله وأنصار الله وغيرهم وقفوا ودعموا وقاتلوا من أجل فلسطين، كذلك سيذكر اسم المقاومة الإسلامية البحرانية “سرايا الأشتر” إلى جانبهم.
- ضرب الكيان اللقيط مباشرة وقعه أكبر من ضرب مصالحه داخل البحرين، فالمقاومة نمت لدرجة توجيه ضربة لرأس الحربة. والدليل على ارتفاع اسم المقاومة البحرانية هو التفاعل الملحوظ للمحللين والقنوات الإعلامية، وقد قال المحلل السياسي ناصر قنديل: “هذه الضربة هي المتغير الأهم في المنطقة”، ولو كانت الضربة في داخل البحرين لما حصل هذا التفاعل.
الدلالة الثانية: الاصطفاف العملي:
بهذه الضربة فإن المقاومة البحرانية قد اصطفت عملياً في مصاف فصائل المحور، إذ سابقاً -كما ذكرت- كان للمقاومة أدوار مخفية، لكن بعد هذه الضربة تعتبر المقاومة الإسلامية البحرانية “سرايا الأشتر” أحد أذرع المحور، وعلى هذا تترتب عدة أمور منها:
- لو تصاعد العمل المقاوم في البحرين ستتعامل فصائل المحور مع المقاومة البحرانية على أنها جزء منها وسيكون لها إسناد مثل ما يحصل للمقاومة الفلسطينية الآن.
- سيكون هناك دعم أكبر للمقاومة البحرانية على جميع المستويات.
- ستزداد شعبية المقاومة ويسلط الضوء عليها أكثر.
الدلالة الثالثة: رسائل للعدو والصديق:
المقاومة جعلت العدو الخليفي بالدرجة الأولى وأسياده في قلق واضطراب، فهو كان يتوقع أن المقاومة ستضرب من الداخل كما اعتاد على ذلك ولكن الأمر الآن اختلف، فالمقاومة تطال يدها أي هدف في البحرين وتستطيع أن تضرب من خارج البحرين وقت ما تريد، وهذا يوجب على العدو إعادة حساباته.
كما أعتقد أن هذا الأمر سيؤثر على المشهد السياسي في البلد لما هذه الضربة من تبعات، ومن جانب آخر فإن العدو سيتردد في ارتكاب أي حماقة تجاه الشعب، فالأمر اختلف بعد هذه الضربة المظفرة.
أما الصديق فقد أدرك من هذه الضربة أن المقاومة مقتدرة وستحميه من بطش السلطة، وهي فعالة ونشطة ودؤوبة في العمل المقاوم، ولا مجال للشك فيها، فهي أجابت على سؤال المشككين: أين المقاومة منذ سنين ؟!.
واتضح أيضاً أن المقاومة ليست انفعالية ولا تنجر للضغط الجماهيري للعمل المقاوم في البحرين بل تمضي على بصيرة من أمرها، وهذه دلالة على حكمة وحنكة قائدها سماحة السيد مرتضى السندي (أعزه الله).
الدلالة الرابعة: قولاً وفعلاً:
قبل يومين أو ثلاثة من الضربة المظفرة قال سيد المقاومة البحرانية سماحة السيد مرتضى السندي (أعزه الله)في حديث خاص: “سترون المفاجآت إن شاء الله”.
طبعاً هذا ليس بجديد على سماحته، فقد قال سابقاً بأن المقاومة تنمو وتزدهر وتتطور كماً وكيفاً، وقد رأينا ذلك بأم أعنينا، فها هي المقاومة بلغت حد من الاقتدار بحيث تمتلك متخصصين، فالعملية كانت تابعة لسلاح الجو المسير.
وهنا رسالة أخرى: على النظام أن يأخذ كلام سيد المقاومة البحرانية على محمل الجد وأنه إذا قال فعل.
أما الرسالة للصديق فهي: أن هذا القائد صادق شجاع حكيم، وعليكم الثقة به.
وفي الختام: علينا كشعب أن نفتخر ونعتز بما قامت به المقاومة الإسلامية البحرانية، وبقائدها سماحة السيد مرتضى السندي (أيده الله)، فهي أعزت هذا الشعب بهذه الضربة المباركة وحققت آماله، فواجبنا أن نقف معها وندعمها لا أن نشك فيها ونتأثر بأقوال المرجفين والمثبطين.
انظروا من الذي أعز الشعب اللبناني واليمني والعراقي؟ فقط المقاومة، المقاومة هي التي ضحت وقدمت الدماء والغالي والنفيس لشعوبها، فصارت هذه الشعوب عزيزة ولا يستطيع أحد التعدي عليها وسلب حقوقها، فإذا كنا نريد العزة علينا الإيمان بالمقاومة ودعمها بكل ما نستطيع من قوة.
يقول سماحة الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله): “قوة المقاومة وحدها هي القادرة على حل أزمات الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية”