رسالة أسرى البحرين إلى الفصائل الفلسطينية ونادي الأسير بمناسبة انعقاد القمة العربية
بسم رب الجهاد والمقاومة
إلى: أخوة الجهاد والإيمان في الفصائل الفلسطينية المقاومة، ونادي الأسير الفلسطيني ..
سلامٌ يفيض بعبق العزة والشموخ والكرامة، وبعد ..
فالحمد لله الذي نظر إلينا نظرة رحيمة، فاصطفى بيننا شهداء هم لطريق المقاومة شعلةٌ ونبراس ..
ثلاثة عشر عاماً وقضبان السجن تنزف وتصبغ بدماء أعز شبابها، وهذه المرة بدماء الشهيد حسين خليل الرمرام التي ألهبت حرارة دمائه الصدور والنفوس، فانفجر غضب الأسرى البحرانيين، واجتاحت انتفاضةٌ عارمة مباني السجن وفاءً لقيم الشهيد ومبادئه الحقة.
إخوتنا الكرام البواسل ..
لقد فتح محور المقاومة المظفّر فصلاً جديدًا في تاريخ أمتنا العظيمة، بدأت آثاره جليّة تغشى النواظر في أعقاب طوفان الأقصى، وإنّ جبهة الحق إذا اتحدت، فإن جبهة الباطل قد أخرجت مكنوناتها مذعورةً بقيادة الشيطان الأكبر وذيله الكيان الصهيوني الزائل إن شاء الله تعالى، وإن كان قد خفى على العامّة، فإنه لم يكن ليخفى على أهل البصر والبصيرة منكم بأن نظام آل خليفة الذي يخوض ضد شعبنا حربًا شعواء، إنما كان يؤدي دوره في المعسكر الصهيوأميركي ضد أبناء وطننا وأمتنا الإسلامية العزيزة، وقد كان هذا واضحاً متكشفاً منذ توقيعه لاتفاقيات التطبيع المشؤوم، ومن ثم انضمامه الوقح في ما تعرف بـ “حارس الازدهار”، والذي تصدى له أبطال المقاومة الإسلامية في اليمن بكل شجاعة وحكمة واقتدار.
اليوم، وفي الوقت الذي تمر فيه منطقنا بهذه المرحلة المصيرية، ونمر فيه في وطننا البحرين بظروف استثنائية في ظلّ حراك شعبي وجماهيري متصاعد من داخل السجن وخارجه في سوح الميادين مطالبة بالحقوق والحريات، يستعد هذا النظام المطبع والعميل لاستضافة القمة العربية المزمع انعقادها -ولأول مرة- في العاصمة المنامة في منتصف مايو/ أيار الجاري، وإننا من خلف أسوار السجون، وإذ نخوض انتفاضتنا المباركة -انتفاضة الشهيد الرمرام- التي نعدها بحق وحقيقة ساحة من ساحات المواجهة والمقاومة، وامتدادًا لطوفان الأقصى الذي سيجرف الطواغيت المستكبرين، نشدُّ على عَضدكُم إخوة الجهاد والإيمان لحشد الجهود السياسية، وتسخير الإمكانات الإعلامية وتفعيل كافة الأدوات الرسمية وغيرها، باتجاه إفشال مخططات النظام الخليفي وضرب أهدافه التي يرمي لها من وراء استضافته لهذه القمة، ومساعيه لتجميل صورته السياسية والحقوقية القبيحة، وللبروز بمظهر الداعم والمدافع عن قضايا الأمة والمسلمين، ولتخدير العقول وتزييف الوقائع، وقلب الحقائق حول كونه نظامًا متصهيناً غارقاً في وحل العمالة والخيانة، لا يقل في ممارساته وسلوكياته وسياساته تجاه شعبه عن الكيان الغاصب إجرامًا وفضاعة، وكل ذلك يرجى بالتزامن مع حملة إعلامية وسلسلة فعاليات ميدانية مصاحبة تتطلق مع بدء العد التنازلي للقمة المرتقبة، تحت شعار “عيوننا على القدس” مستوحى من الوصية الخالدة لشهيدنا العزيز علي المؤمن(رض)، حين خط قبيل شهادته: “نخرج هنا من أجل عزتنا .. من أجل حريتنا .. من أجل كرامتنا .. وأعيننا على القدس”.
ونحن وإذ قنطنا من كل شيء، وفي هذا العالم المنافق، فإننا لا نقنط من عون الله ذي الجلال والإكرام، وسواعد أبناء المقاومة البحرانية، والتي سددت بالأمس القريب أولى ضرباتها نحو شريان الكيان في قلب إيلات، مسنودة بإخوتها في بقية دول محور المقاومة، لتضع حداً لهذا النظام الخائف، وعلى طريق إعادة البحرين إلى هويتها الإيمانية الأصيلة وموقف شعبها الغيور الراسخ في نصرة قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية الأم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المجد والخلود والرفعة للشهداء .. والنصر والظفر والغلبة لأسياد المحور.
أسرى البحرين
الثلاثاء 14 مايو/ أيار 2024م
انتفاضة الشهيد الرمرام / الحق يؤخذ
سجن جو المركزي – البحرين